• إذاً. أنت ماذا أنت ... ما هو الفراغ ؟!

حسناً. هَبْ بأن هناك منطقة خالية من الجسيمات المنتظمة المعتادة، ومن الذرات والإلكترونات والفوتونات ... إلخ . ما يتبقى حينها هو أنا.

• ولكن ....

دعني أتابع. أنا لست عدماً، فإن ما يتبقى بعد إزالتك كل هذه الأشياء هو تركيبة غنية ومعقدة، فهل قمت ذات مرة بغلي الماء إلى درجة يصبح سطحه فعلياً مجرد فقاعات تتفرقع مع بخار يندفع، و قطرات صغيرة وقليلة من الماء تعلو وتهبط.

• .... نعم .

عليك التفكير بي من خلال هذه الآلية وعلى ذاك النحو.

• ولكن هذا سيؤدي بي إلى عكس كل مفاهيمي السابقة حول الفراغ.

حسناً، وعلى ذلك فقد بدأت بالتفكير بي. وعلى سبيل الذكر هل بإمكاني إفراغ الهواء ؟!

• ليس بإمكاني التفكير بأحد سواك ممن هو أهل لهذه المهمة.

شكراً لك. إن القصد من طلبي هذا إنما هو مرتبط بتلك العبارة التي ابتدعتها وأنت تعلم أن ما من شيء ولو ضَؤُلَ وصَغُرَ ببعيد عن الحقيقة. وأريد الاقتراب من هذه الحقيقة إذ وجدت بأن عبارتك تبعث على الإهانة إلى حد ما.

• ما هي تلك العبارة ؟!

يتبع...

402

2

• مرحباً أيها الفراغ.

أهلاً ... أهلاً ... ليس هناك من حاجة للصراخ.

• أين أنت؟

هنا، هناك، وفي كل مكان.

• كم هو من صوت لطيف ناعم تمتلكه؟

شكراً لك.

• علي الإقرار بأنني كنت تقريباً متردداً في إجراء هذا اللقاء.

هل لي بأن أسألك لماذا ؟!

• حسناً. طالما أن الفراغ هو لا شيء ... لا شيء على الإطلاق، كان علي الشك بأن هذا اللقاء سيكون من طرف واحد.

إني سعيد لأنك غيرت رأيك. ولكنني لست باللاشيء.

• أفأنت شيء ؟!

نعم. بالتأكيد.

• وما هو هذا الشيء ؟!

الفراغ.

• أجل. ولكن الفراغ هو انعدام الأشياء. وإذا ما أنت عزلت كل شيء تبقى عدماً فلا شيء لديك. وعلى ذلك أنت لا شيء ولا جدال في ذلك.

منطقك رائع، ولكن فرضيتك خاطئة، فعندي لا تنعدم كل الأشياء.

400

1

• في رِحابِ المعرفة: لقاء مع الفراغ {I}

348

1

يوضح هذا المخطط السلسلة التاريخية لارتقاء نظرية المجال الموحد بدءاً من إكتشاف ماكسول عام 1860 لإمكانية توحيد الكهرباء والمغنطيسية في قوة واحدة هي الكهرمغنطيسية.

410

2

لقاء مع ذرة‹¹› كربون

حدثتنا ذرة الكربون عن مولدها على كوكب بعيد، ورحلتها المحفوفة بالمخاطر إلى الأرض، وملاحظاتها حول تكوين أرضنا والقمر، وحول دورها المثير في الحياة.

‹¹› ذرة: لبنة بناء المادة الأساسية تتكون من نواة (مكونة من بروتونات ونيوترونات) وسرب من الإلكترونات يدور حولها.

399

1

هل نستطيع أن نجعل للجسيم صفات موجيه يعني نُلصِق الصفات الموجية (و التي من أهمها الإنتشار) بالجُسيم ؟ أي تمويج الجُسيمات ؟
كما قلنا سلفًا، وصف النظام الكمومي بأنه يسلكُ سلوكين، موجي وجُسيمي.

الموجة تتميز بأنها مُمتدة في الفضاء (المكان) و بأنها في حالة تغير دائم مع الزمن، أما الجُسيم يتميز بأنهُ مُتحيز (متموضع) في المكان و بأنهُ ثابت مع الزمن.
فالموجة بصورة عامة؛ لا يحدّها حدود عكس الجسيم، و هي تتمظهر بصفات الانعكاس والتداخل والاستقطاب؛ بينما تتميز الجسيمات بأن لها زخماً، تنقل الطاقة عبر انتقالها في المكان، يُمكن أن تتبادل الطاقة مع بعضها البعض عندما تتصادم.

إذن هل يمكن تمويج الجُسيمات أو تجسيم الموجات؟
يتبع..

588

3

منظر يخطف الأنفاس! هذه الصورة المذهلة، التي التقطها صديقنا ريتشارد، تأخذنا في رحلة إلى عالم آخر، حيث يتناغم هلال شعبان مع الزهرة وزحل في مشهد يجسد روعة الكون وجماله.

٢ | شعبان ١٤٤٦ ه‍ـ
By: ritchard william

459

1

• في رِحابِ المعرفة: ما هو اللاشيء؟ {I}

استخدم الفيزيائيون عبارات دارجة؛ في الفلسفة أو اللغة المحكية للتدليل على مفاهيم جديدة في الفيزياء تم التوصل إليها؛ تدريجيًا يختفي المعنى الأصلي للكلمة، بينما تضع الفيزياء ختمها الأخير لتتبنى المعنى بشكل رسمي.

مفهوم كلمة (الفراغ) في الفيزياء الكلاسيكية كما في الفلسفة؛ كان يدل على مكان خاوٍ لا يحوي شيئًا ولا توجد به أيّ فعالية أو “حياة”، ولكن فيزياء الكم وضعت يدها على المصطلح لتغيّر معناه؛ وفقًا لما تمليه التجارِب عليها، كثيرًا ما أصبح يُستخدم عبارات مثل (كون من لاشيء) أو (اللاشيء يحوي شيئًا)، فما هي الحقيقة التي أضيفت إلى هذا المفهوم بعد فيزياء الكم؟

الطبيعة لا تكره الفراغ
كبداية ليس هُناك عدم محض في الوجود _جُملة "ليس هُناك عدم" متناقضة منطقياً مع ذاتها_ فالطبيعة تكره (الفراغ) كما كانوا يقولون، ولكن العدم أو الفراغ الفيزيائي في معناه الحالي ليس العدم الذي قد يتبادر للذهن باستخداماته الفلسفية أو الشعبية، الفراغ في فيزياء الكم يعج بـ"الحياة"، وبحالةٍ دائمةٍ من ولادة الأجسام واندثارها، وعلى الرغم أنه مبدئيًا خاوٍ تمامًا إلا أن نظرية الكم تسمح بحسب مبدأ اللايقين؛ المتعلق بالطاقة والزمن، بإنتاج طاقة كبيرة لزمنٍ قصيرٍ جدًا.

فكيف يُمكن أن يحوي الفراغ طاقة؟
يتبع ..

527

4

"الفيزياء ليستْ رياضياتٍ، والرياضياتُ ليستْ فيزياءَ، أحدُهما يساعدُ الآخرَ، في الفيزياءِ يجبُ عليكَ أنْ تفهمَ ارتباطَ الرموزِ مع العالمِ الواقعيِّ، وهذهِ ليستْ مشكلةً في الرياضياتِ."

| ريتشارد فاينمان

465

8

في أواخر أيامه، كتب شرودنجر كتابًا بعنوان "ما هي الحياة؟" في محاولة لوضع مفهوم فيزيائي للحياة وتطورها. يُلخِّص الكتاب سلسلة من المحاضرات التي ألقاها شرودنجر في كلية ترينيتي في دبلن عام 1944، عندما كان يعتقد أن البروتينات، وليس الحمض النووي، هي المادة الوراثية. لكنه رأى أن المادة الوراثية يجب أن تحتوي على بنية جزيئية غير متكررة. وادعى أن هذه البنية تنبع من حقيقة أن الجزيء الوراثي يجب أن يحتوي على "شيفرة" تحدد "النمط الكامل لتطور الفرد المستقبلي ووظائفه في حالته الناضجة".

ليس هذا فحسب، قدم شرودنجر فكرة المادة الصلبة غير المتبلورة التي تحتوي على المعلومات الوراثية في تركيبها من خلال تكوين الروابط الكيميائية التساهمية. هذا وصف رائع للحمض النووي، وقد كان للكتاب تأثير كبير على فرنسيس كريك، الذي استخدمه كمصدر إلهام لفهم بنية الحمض النووي في الخمسينات. إنه كتاب جميل يستحق القراءة.

582

4